يهدف المقرر إلى التعريف بمصادر اللغة العربية وآدابها من خلال معرفة التدوين الفعلي لهذه المصادر وتاريخه على أن هذه المصادر جزء من التراث الفكري الإسلامي والإنساني مع إبراز جهود العلماء المسلمين في ذلك إثراء للفكر الإنساني، وأن التراث الإسلامي جسر للحضارة الحديثة والمعاصرة مع لفت الانتباه إلى أهمية المحافظة على هذا التراث الثري.

وإن من أهم مصادر هذه اللغة المعاجم اللغوية بمختلف أنواعها وأقسامها، فهناك معاجم الألفاظ المرتبة ترتيبا حسب بداية الحروف أو حسب أواخرها، وهناك معاجم المعاني حسب الحقول الدلالية لكل موضوع.

الحمد لله تعظيما وتبجيلا من أنزل الخطاب فذيّله توصيفا وتعليلا، والصّلاة السّلام على نبيّنا محمد صلّى الله عليه وسلّم من قعّد القواعد وقصّد الأحكام تأصيلا وتمثيلا، وعلى آله وصحبه الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وما بدّلوا تبديلا، أما بعد:

يعد قسم التّصوّرات في علم أصول الفقه من أهم أقسامه كونه يُؤْذِنُ بالوقوف عند معرفة مفاهيم مفرداته من حدود ورسوم وشرائط، قصد إدراك حقيقته إدراكا يحصل معه الفهم و البيان، هذا من جهة، ومن جهة أخرى سلامة تلك الحقيقة من النّقض و المعارضة، مع الإحاطة بذيوله اللاّزمة عنه، والّتي يُعْنَى بها هنا المبادئ و المكتسبات القبليّة، وفي المقابل قسم التّصديقات و الذي من مباحثه الحكم الشّرعي بشقّيه، تكليفيّ يراعى فيه جانب الطّلب أو التّخيير ووضعيّ تعتبر فيه الأسباب و الشّرائط و الموانع وغيرها مع الإشارة إلى الأدلّة على تنويعها، و الغاية من ذلك كلّه الفهم و التّنزيل على مقتضى الفروع الفقهيّة مع إدراك المسائل المتعلقة بكل حكم.

يحتوي هذا المقياس على عنوانين رئيسيين: التّصوّرات والتّصديقات وكل ّ عنوان يحتوي على محورين، يتوزّع النظّر فيهما ما بين مفاهيم ومسائل الأحكام، ودعّمت كل ّ محور بسلسلة من التّمارين، تساعد على الاستيعاب.