تحول العالم في السنوات القليلة الماضية إلى أشبه ما يكون بقرية كونية صغيرة على رأي مارشال ماكلوهان، وذلك بفضل التطور السريع لتكنولوجيا وسائل الإعلام والاتصال، الذي أدّى بدوره إلى تطور في تقنيات الاتصال من أقمار صناعية وحاسب آلي، فتكنولوجيا الاتصال تعني مجمل المعارف والخبرات التراكمية المتاحة، والأدوات والوسائل المادية والتنظيمية والإدارية المستخدمة في جمع المعلومات ومعالجتها وإنتاجها وتخزينها واسترجاعها ونشرها وتبادلها، أي توصيلها إلى الأفراد والمجتمعات، كما تعني تكنولوجيا الاتصال وجود تغيرات واسعة في أنماط الاتصال وقنواته، فالتطور التكنولوجي السريع في مجال وسائل الإعلام والاتصال ساهم بشكل كبير في متابعة الأخبار والحصول على المعلومات ونشر الثقافة وتسهيل الأعمال التجارية والمصرفية والطبية والتعليمية كالتعليم عن بعد، إلى جانب تبادل المعلومات الإعلامية والنشاطات الإنسانية الأخرى، وذلك من خلال إنشاء مراكز معلومات قادرة على تلقي ملايين الكلمات اللاسلكية في الثانية الواحدة والرد على الأسئلة في شتى المجالات. 

 

      يهدف هذا المقياس إلى مراجعة المعارف والمكاسب المنهجية السابقة حول خطوات البحث العلمي ومرافقة الطالب في كيفية إعداد البحوث. ولأن المقياس سداسي، سوف نتناول مراحل البحث العلمي من اختيار الموضوع إلى غاية اختيار الدراسات السابقة وسوف نتطرق أيضا إلى المراحل من تحديد أدوات جمع البيانات إلى غاية الخروج بنتائج البحث وقائمة المراجع والملاحق. وذلك من أجل العمل على تدريب الطالب على إنجاز وتقديم بحث علمي يحتوي على أهم المراحل والخطوات المنهجية العلمية المتعارف عليها، وكذا توظيف مختلف معارفه المنهجية السابقة. 

 

 في بداية القرن الحالي كان تركيز التربية في المدارس على المواد الدراسية والمعلم , وكنتيجة لتطور الفكر التربوي بدأت تسود النظرة القائلة إن محور التركيز في التربية والتعليم هو الطالب وانه ككل متكامل بحيث أصبحت التربية والتعليم من اجل الحياة وليست من اجل العلم كما كان سائداً وتهتم بنمو شخصية الطالب في كافة جوانبها وهذه الفلسفة الحديثة للتربية تلتقي تماماً مع فلسفة التوجيه والإرشاد